Friday, October 25, 2019

بالفيديو: لقطات مروعة من الفيضانات في إيران

وتقول أميمة، وهي أردنية عاشت في ريف دمشق قبل أن تنتقل مع زوجها السوري وأبنائها إلى روتردام بهولندا: "حقيقة لم أكن أهتم بأي شيء متعلق بالبيئة والمناخ عندما كنت في الأردن وسوريا، ولا حتى أبنائي فكروا بذلك، لكن وجودي في أوروبا الآن منحني الوقت والوسائل المساعدة للاهتمام بها ولو بدرجة قليلة، إذ أتجنب ركوب القطار والباصات إذا كان المكان الذي أقصده لا يحتاج للسير أكثر من نصف ساعة".
وتضيف: "حقيقة، أبنائي هم من شجعوني على ذلك، فهم لا يستخدمون أي وسيلة نقل عدا دراجاتهم الهوائية ما لم تكن وجهتهم خارج المدينة".
وتتابع: "المجتمع هنا واعٍ بهذه الأمور ويدور الحديث حول الاحتباس الحراري حتى فيما بين الجيران، والفضل يعود للإعلام هنا، ولا أظنني كنت سأهتم بهذا لو كنت أعيش في سوريا، كانت ستختلف أولوياتي بلا شك".
هل من بصيص أمل
يقول الباحث الأكاديمي اليمني عادل دشيلة إن قضايا البيئة هي خارج الأولويات في المجتمع العربي بشكل عام واليمني بشكل خاص بسبب الحروب الأهلية الدائرة في المنطقة.
ويركز معظم الشباب على القضايا الاجتماعية أكثر من هكذا قضايا حساسة، وإن كان هناك بعض الاهتمام من قِبل بعض الشباب، لكنه غير كافٍ.
وأعتقد أن هكذا وعي يبدأ من الورش العلمية والجامعات والاتحادات الطلابية والشبابية ومن ثم تأتي مرحلة الضغط على الحكومات لتتبنى هذه القضية.
إلا أن أحمد الأشول من اليمن أيضاً، له رأي آخر، ويقول إن اليمنيين يهتمون بالبيئة منذ زمن طويل لاعتمادهم على الزراعة بشكل كبير، وزاد اهتمامهم في السنوات الأخيرة بعد أن ألحقت السيول والأعاصير في منطقة بحر العرب أضراراً بالغة بالمباني والأراضي وحتى بتجار العسل الذين نزحوا عن المناطق الجنوبية بعد خسارتهم المادية الكبيرة، وهذا أدى إلى ازدياد الوعي والتفكير بالتغيرات المناخية التي تجري في المنطقة.
لكنه يضيف: "إلا أن مساهمتهم في الحد من آثاره أمر صعب في الوقت الحالي بسبب الحرب الدائرة في البلاد منذ سنوات".
وتقول الأكاديمية والمحاضِرة اليمنية التي تقيم حالياً في ماليزيا، أحلام محمد، يختلف اهتمام الشباب العربي بالبيئة والاحتباس الحراري باختلاف مكان إقامتهم، فهم كأي شخص في أي بقعة من العالم، لن يفكروا بالاحتباس الحراري وأضراره مهما كانت كارثية لو كانوا جياعاً، وستكون أولوياتهم هي إيجاد مصدر للرزق، كما أنهم لن يهتموا بتغير المناخ إذا كانوا خائفين من سقوط قذيفة ما على رؤوسهم، ولن يتوانوا عن قطع الأشجار للحصول على مصدر للتدفئة لو كانوا يعانون البرد، بل سيفكرون ويحلمون بانتهاء الحرب.
وتضيف: إنها الحرب التي تغير أولويات الفرد واهتماماته، وكان لدى المجتمع اليمني اهتمام بالبيئة بشكل غير مباشر حتى بين كبار السن، الذين كانوا يحرصون مثلاً على وضع القمامة في أكياس وعدم رميها في البحر حفاظا على البيئة. كان هناك وعياً بين أفراد المجتمع رغم عدم معرفتهم بعواقب الاحتباس الحراري بشكل مفصل ومباشر.
وتنهي حديثها قائلةً: "لو كان الشباب الأوروبي في حالة حرب كما هو الحال في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وغيرها، لما فكر أحدهم أو خرج في المظاهرات من أجل الاحتباس الحراري، بل من أجل إحلال الأمان وإنهاء الحرب وتوفر منزل دافئ ولقمة عيش كريمة".

No comments:

Post a Comment